الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية راشد الغنّوشي يدلي برأيه في حديث عن المرأة والمساواة والميراث

نشر في  10 أفريل 2015  (20:58)

«المرأة مستقبل الإسلام» هكذا عنون الكاتب والصحفي أوليفيه رافانيلو أحد أجزاء كتابه «حول موضوع الإسلام» والذي يمثّل مجموعة من الحوارات التي أجراها مع رئيس حركة النهضة الشيخ راشد الغنّوشي. وقد خصّص رافانيلو جزءا هاما من كتابه ليطرح على الشيخ عددا من الأسئلة المحوريّة حول المرأة ومكانتها في الإسلام. وانطلق الكاتب بمقدّمة حول تجربة السيّدة فاطمة الزهراء ابنة الرسول صلّى الله عله وسلّم في قيادتها لعمليات الفتح الإسلامي في الجزيرة العربية ودور السيدة خديجة أولى زوجات الرسول وأوّل امرأة وفّرت الدعم والحماية المادّية والمعنوية لانطلاق رسالة الإسلام.
وتطرّقت مقدّمة الحوار إلى طبيعة العلاقة التعاونية بين المرأة والرجل في المجتمعات العربية حيث اعتبر أنّ هذه الأدوار التي لعبتها المرأة في الإسلام جعلت منها واقعا معيشا وربّما ثقافة «فالرّجل يقود بينما المرأة تُقرّر والرّجل يطلب بينما المرأة تجعل الأشياء ممكنة، تحوّل العالم إلى ممكن، تنظّم العائلة التي هي أساس كلّ شيء».
ويضيف الكاتب أنّ «هذه الأفكار جميلة إلاّ أنّ الواقع على قدر من الوحشيّة. فالذي يسافر داخل هذه المناطق يعايش حالة الدونية التي عليها المرأة. والذي يتوغّل في أرض الإسلام ويقترب أكثر من مكّة يكتشف أنّ قصّة خديجة تبدو مجرّد خُرافة».
ويطرح الكاتب تساؤلاته متوجّها إلى الشيخ راشد الغنّوشي: إذا كان ذلك الوضع الدوني المعيش بالنسبة للمرأة في بلاد المسلمين حتميّة «فهل الإسلام بطبيعته ديانة قاسية؟».
ويجيب الشيخ راشد الغنّوشي بأنّ «المرأة هي قلب المجتمع وقلب الرّجل ولا يمكن تصوّر حياة اجتماعية دون أن يكون للمرأة فيها دور أساسي وضروري ونحن نقول في ثقافتنا أنّ المرأة نصف المجتمع والنصف الآخر يتربّى بين يديها».
وحول سؤاله عن فصل الدور الذي تقوم به المرأة عن دور الرجل يقول رئيس حركة النهضة «يمكن للمرأة أن تنهض بجميع أدوار الرّجل وأكثر من ذلك. يوجد في بعض المجتمعات تقسيم للأدوار ولكن ذلك لا يعني أنّ هذا الدّور أفضل من الآخر». مضيفا أنّ «المساواة هي الأساس الذي بُنيت عليه العلاقة بين المرأة والرّجل وأنّه ما من شكّ في أن المساواة في الواجبات تعني المساواة في الحقوق كذلك».
وأجاب الغنوشي عن سؤال الصحفي رافانلوا حول قضيّة الميراث في الإسلام والتي يحظى بموجبها الذكر بنصيب أكبر من الأنثى بما يتناقض مع مسألة المساواة بالقول «إنّ قضيّة الإرث في الإسلام تتّخذ أكثر من عشرين قاعدة منها التي يتجاوز فيها نصيب المرأة نصيب الرّجل ومنها العكس ومنها ما تورّث بموجبها المرأة فيما لا يورّث الرّجل». كما أوضح الغنّوشي باعتباره مفكّرا إسلاميا مسألة المساواة في الإرث والصيغة الأمثل لها بالقول «يظلّ مبدأ المساواة هو الأفضل ولكن ذلك يستوجب أيضا المساواة في الحقوق وفي الواجبات. إذ أنّ الرّجل مُجبر على تحمّل المسؤولية المادية في ما تحتاجه زوجته بينما المرأة ليست مُجبرة على ذلك وإذا فعلت ذلك فإنّه ناتج عن رغبتها. نفس الشيء بالنسبة للأب الذي هو مجبر على تحمّل مسؤولية ما تحتاجه ابنته والعكس ليس صحيحا، والأمر نفسه بالنسبة لوالدته فيما ليست الأمّ مجبرة على تحمّل مسؤولية ابنها لذلك فإنّ التعامل مع قضيّة الميراث يستوجب الأخذ بعين الاعتبار مداخيل الرّجل ومسؤولياته ومرابيحه والتزاماته».
وأضاف الغنوشي أنّ «مسألة الميراث لا تمثّل مقياسا لقيمة المرأة مقارنة بالرّجل ولكن ليس لكليهما نفس الحقوق والواجبات في المجتمع» متابعا القول « في الإسلام يتحمّل الأب والأخ المسؤولية المادية للابنة والأخت، وهذا يتوقّف على نوعيّة المجتمع الذي تعيش فيه. فالمجتمع الإسلامي يرتكز على العائلة بينما المجتمعات الغربية ترتكز على الفرد والمجتمع الإسلامي هو نسيج من العائلات وليس مجموعة من الأفراد. هذا فرق جوهري يجب أن يوضع في الاعتبار لكي يفهم المجتمع المسلم».

التونسية